السلام عليكم ورحمة الله
بيّن ابن تيمية في كتاب الحسبة في الإسلام (ج1، ص 25-30) "منع البائعين الذين تواطؤوا على أن لا يبيعوا إلا بثمن قدروه أولاً، وكذلك منع المشترين إذا تواطؤوا على أن يشتركوا فيما يشتريه أحدهم حتى يهضموا سلع الناس أولاً".... وذكر أيضا الاحتكار الصناعي والزراعي والإنشائي فقال:"ومن ذلك أن يحتاج الناس إلى صناعة ناس مثل حاجة الناس إلى الفلاحة والنساجة والبناية". ووصف هذا السلوك بالعدوان وهو أعظم من التعدي على سوق بعينه كتلقي الركبان أو بيع النجش.
ونظرية سعر المثل عند ابن تيمية تتلحق "بربط السعر بعوامل العرض والطلب بحيث إذا ارتفع السعر لقلة الرزق أو كثرة الخلق فهو ارتفاع عادل".
ويذكر أبو جعفر الدمشقي آلية تحديد القيمة المتوسطة وتبدل السعر حسب درجته فقال: الوجه في التعرّف على القيمة المتوسطة أن تسأل الثقات الخبيرين عن سعر ذلك في بلدهم على ما جرت به العادة أكثر الأوقات المستمرة، والزيادة المتعارفة فيه والنقص المتعارف والزيادة النادرة والنقص النادر وقياس بعض ذلك ببعض، مضافا إلى نسبة الأحوال التي هم عليها من خوف أو أمن ومن توفّر وكثرة أو اختلال وتستخرج بقريحتك لذلك الشيء قيمة متوسطة أو تستعملها من ذوي الخبرة والمعرفة والأمانة منهم. فإن لكل بضاعة ولكل شيء مما يمكن بيعه قيمة، قيمة متوسطة معروفة عند أهل الخبرة به.
ولو تأملت أخي السائل بتقنية أبو جعفر الدمشقي لرأيت كيف أنه ركز على سؤال أهل الخبرة ثم لاحظ التناغم الرياضي الذي بحث عنه في تحاشي التشتت بمعرفة استقرار السعر أكثر الأوقات ثم التغير المتعارف عليه ثم التغير الشاذ ثم أخذ بالاعتبار التحليل الأساسي بمعرفة الظروف العامة المحيطة.. وأخيرا أخذ قيمة متوسطة من كل ذلك..
لا تنس الصلاة على نبي الرحمة والدعاء الصالح للمسلمين..
Prof. Samer Kantakji
The Scandinavian University Chairman